rachida hicham aftima mes amis de aglmos

21/05/2007 13:57 par amfo-2007

  • rachida hicham aftima mes amis de aglmos

    rachida hicham aftima mes amis de aglmos

    21/05/2007 13:57 par amfo-2007

rachida bant la ville darya f chakl

27/04/2007 20:44 par amfo-2007

  • rachida bant la ville darya f chakl

    rachida bant la ville darya f chakl

    27/04/2007 20:44 par amfo-2007

rachida bant la ville darya f chakl

27/04/2007 19:47 par amfo-2007

  • rachida bant la ville darya f chakl

    rachida bant la ville darya f chakl

    27/04/2007 19:47 par amfo-2007

awatif o sahbta wa trofofa hado

27/04/2007 01:42 par amfo-2007

  • awatif o sahbta wa trofofa hado

    awatif o sahbta wa trofofa hado

    27/04/2007 01:42 par amfo-2007

تاريخ المقاومة عين السبع القنيطر

03/02/2007 18:31 par amfo-2007

  • تاريخ المقاومة عين السبع القنيطر

    تاريخ المقاومة عين السبع القنيطر

    03/02/2007 18:31 par amfo-2007

 
تبرع لديوان العرب كتاب ديوان العرب 16. المكتبة 15. البوم الديوان 13. دليل الكتاب اتصل بنا
السبت ٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
طباعة
طباعة المقال

نفي السلطان محمد الخامس و انعكاساته من منظور الإعلام العالمي
ظن الاستعمار الفرنسي...فخاب ظنه...
بقلم إدريس ولد القابلة
الخميس ٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦

لقد ظن الاستعمار الفرنسي أن صغر سن السلطان محمد بن يوسف سيمكنهم من تحقيق مشروعهم الاستعماري في راحة و أمان، إلا أن التاريخ أكد عكس ذلك بالتمام و الكمال. إذ أن السلطان محمد بن يوسف سلك درب النضال و الكفاح مبكرا من حيث لم يحتسب الإستعمار الغاشم. و لعل خطاب جلالته التاريخي بمدينة طنجة قد أكد للإستعمار الفرنسي أن مشروعه بدأ ينهار منذ فجر أربعينات القرن الماضي. علما أنه كان قبل ذلك في يونيو 1940 قد رفض جلالته خضوع اليهود المغاربة لحمل النجمة السداسية الصفراء المفروضة من طرف حكومة فيشي الموالية لأدولف هتلر. كما أكد التاريخ، و هذا بشهادة الإعلام الفرنسي نفسه، أنه منذ وصول الجنرال جوان إلى المغرب محل و مكان إيريك لابون تكهربت العلاقات بدرجة لم يسبق لها مثيل بين الملك و السلطات الفرنسية...تكاثرت المطالب...و المذكرات...و الزيارات المجهضة أو المؤجلة...و الاحتجاجات...

و المتتبع لما نشرته وسائل الإعلام الفرنسية و العالمية يلاحظ بكل سهولة حضور إشكالية المطالبة بالاستقلال منذ فجر أربعينات القرن الماضي، بل قبل ذلك. لقد جاء في مقال للصحفي ميشيل كليرك (M. Clerc ) الصادر بمجلة باري ماتش ( Paris Match) " [...] في أحد أيام سنة 1943 تمكن روزفلت ( ) ، حليف فرنسا، من مد العون لبذرة الانتفاضة بالمغرب[...] عندما كان في أنفا طلب لقاء السلطان محمد بن يوسف بدون حضور المقيم العام و بدون أي شاهد فرنسي [...] و في ذلك اللقاء صرح للملك بوعده بتخليص المغرب من الوصاية الفرنسية...و قد ساهم هذا الوعد الأمريكي في حشد الهمم [...] و في أكتوبر 1946 تخلى الدستور الفرنسي عن عبارة " الامبراطورية الفرنسية" حيث تم تعويضها بعبارة " الاتحاد الفرنسي " [...] و بدأت الشعوب على امتداد العالم تطالب بتطبيق فحوى "ميثاق المحيط الأطلسي" قصد تكريس حق الشعوب في حكم نفسها بنفسها [...] من الهند الصينية إلى مدغشقر، و من أندونيسيا إلى افريقيا السوداء هبت رياح الحرية على امتداد الامبراطورية العتيقة [...] آنذاك بالضبط تقوت العلاقة بين السلطان محمد بن يوسف و حزب الاستقلال الذي عرف النور سنة1944 بتزامن مع زيارة روزفلت للمغرب" . و محاولة منها للهروب إلى الأمام عملت السلطات الاستعمارية الفرنسية على اقتراح جملة من شبه إصلاحات لتمكين المغاربة – حسب ادعائها- من المساهمة في إدارة شؤون البلاد. لكن السلطان محمد بن يوسف كان قد أخذ موقعه الحاسم بجانب الحركة الوطنية باعتبار أنه لا إصلاحات و معاهدة فاس لازالت سارية المفعول لأن المغربة لا يقبلون سيادة مشتركة أو مزدوجة. إنهم و ملكهم يرغبون و بالتأكيد في سيادة كاملة و شاملة ، أي إما كل شيئ أو لاشيء. و هكذا اتضح منذ الوهلة الأولى بعد النفي، أن عودة السلطان محمد بن يوسف إلى عرشه لا مندوحة عنها مهما كان الثمن.

و في أبريل 1947 كان خطاب طنجة الذي أولته وسائل الإعلام الفرنسي و العربي و العالمي عموما أهمية بالغة. إنه الخطاب الذي أعلن فيه جلالته، جهارا و رسميا، عن حق المغرب الشرعي في الاستقلال و الحرية و وحدته الترابية. و حسب ما نشر حول هذا الموضوع بالصحف الفرنسية يتبين بجلاء أن خطاب مدينة طنجة التاريخي أفهم الاستعمار الفرنسي أن الملك أصبح قائد الحركة الوطنية بالمغرب و حجرة الزاوية في مسار تحقيق الحرية. و بعد سنوات قليلة تكرس هذا المسار و أُضيفت لبنة أخرى على درب تحقيق المنشود. إذ تبلور في سنة 1951 ، و بالضبط يوم 9 أبريل "ميثاق طنجة" الذي يعد إلتزاما بالنضال و الكفاح من أجل الاستقلال. و تلى ذلك رسالة السلطان محمد بن يوسف الموجهة يوم 21 مارس 1952 إلى الرئيس الفرنسي (Auriol Vincent) لمطالبة فرنسا بإعادة النظر في معاهدة الحماية. و في 16 أكتوبر من نفس السنة ساندت جملة من الدول المغرب في مساعيه بالأمم المتحدة. و في 7 و 8 ديسمبر 1952 انفجرت مظاهرات تنديدا باغتيال فرحات حشاد و إعلانا على وحدة المصير النضالي لدول شمال غقريقيا آنذاك. و في غضون هذا الشهر ظهر تنظيم "الحضور الفرنسي" بفضل طبيبين استعماريين متطرفين و هما "إيرو" و "كوس" ، و هو التنظيم الذي سعى إلى تثبيت دعائم السلطة الاستعمارية الفرنسية بالمغرب و إشراك المعمرين الفرنسيين في التنظيمات و المؤسسات السياسية المغربية. و هذا طبعا، ما دأب كل من "روني مايير" و المارشال جوان على تأكيده.

المطالبة بالاستقلال و إعداد المؤامرة الكبرى

في سنة 1951 طالب السلطان محمد بن يوسف بإلغاء معاهدة الحماية و شرع في رفض وضع طابعه الشريف على مراسيم الادارة الفرنسية. فلقد أيقن جلالته أنه لا حل لمشكلة المغرب إلا بإلغاء الحماية و إعلان إستقلاله. و قد وصل جلالته إلى هذه القناعة الراسخة بمعية الحركة الوطنية و الشعب المغربي بعد مدة من المطالبة السلمية من أجل تحقيق برنامج إصلاحات رامية إلى التطور التدريجي نحو إعادة السيادة و التحرير الكلي، إلا أن السلطات الفرنسية تعنتت و تنكرت للتاريخ و أخذت تحلم بفرنسة المغرب. و بذلك فسحت المجال لتراكم الشروط لاندلاع الثورة المغربية، ثورة الملك و الشعب. و بالتالي كان من المنتظر و الطبيعي أن يشكل نفي الملك و العائلة الملكية النقطة التي أفاضت الكأس. و لذلك و من حيث لا تدري فرنسا و قواتها و جيوشها و أتباعها من الخونة، انفجرت الانتفاضات تلو الانتفاضات في كل شبر من أرجاء المغرب و لم تهدأ إلا بعد عودة الملك الشرعي. و بذلك سمحت فرنسا باختزال كل مطالب الشعب المغربي في مطلب جوهري و هو عودة السلطان محمد بن يوسف، الملك الشرعي للمغرب و المغاربة إلى عرشه، باعتبار أن هذه العودة لن يكون لها معنى و مضمون إلا بالاستقلال و الحرية التامين. و هذه حقيقة ساطعة لا تحتاج إلى أي دليل، و الكثير من الصحفيين غير المغاربة توصلوا إليها آنذاك. فحينما هجم الجنرال جيوم على القصر الملكي بالرباط ليحمل العاهل المغربي بقوة السلاح و النار على التنازل عن قيادة الأمة و رئاسة الدولة، اكتفى جلالته بابتسامة استهزاء قائلا: " لقد عرفت المصير الذي ينتظرني، و لكن الموت أهون علي من خيانة بلادي". و ذلك لأن الشعب المغربي و طليعته الوطنية اعتنق عن بكرة أبيه الفكرة القائلة أنه لا يمكن أن يتحقق أي إصلاح مجدي و ذي جدوى مهما كان جزئيا إلا بعد الاستقلال و قيام حكومة وطنية لا رقيب عليها إلا الشعب. و قد ترسخت هذه القناعة منذ المؤتمر الذي ضم كل الهيآت الوطنية و المستقلة لتحرير وثيقة الاستقلال التي تمحورت حول مبدأين أساسيين و هما المطالبة بالاستقلال الشامل و مطالبة جلالة الملك برعاية حركة الإصلاح الداخلي.

و لقد دلت جملة من المعطيات و الأفكار الواردة في مقالات الصحفيين الفرنسيين المنشورة آنذاك على أن تعامل السلطات الفرنسية مع هذه الوثيقة كشف ، و بجلاء، ما ظلت السياسة الفرنسية تخفيه مدة طويلة. أي رغبتها الأكيدة في القضاء على شعب المغرب و هويته و حاضره و مستقبله كمغرب عربي مسلم.و ما فتأ أن تأكدت هذه النوايا عندما هب المغمرون الفرنسيون بالمغرب في مظاهرات للمطالبة في سنة 1953 بتغيير المقيم العام و تعويضه بآخر قادر – في نظرهم- على إبادة الشعب المغربي لتحقيق المشروع الاستعماري في شموليته دفعة واحدة، و ذلك عن طريق فصامه عن قوميته و عروبته و إسلامه. و هذا ما أكدته كذلك طريقة وطبيعة التعاضي و الدعم و المساندة لمظاهرات التضامن مع الارهابيين الفرنسيين و رجال الأمن المتآمرين معهم.

و هذا ما دل عليه كذلك قدوم السلطات الفرنسية على اعتقال المحامي الفرنسي الأستاذ جان شارل لوكران الذي اضطر إلى إطلاق النار دفاعا على نفسه ضد الذين هاجموه من ا

hado nas fchakl nas kenitra.ain sbaa wa lhamk

30/11/2006 01:53 par amfo-2007

  • hado nas fchakl nas kenitra.ain sbaa wa lhamk

    hado nas fchakl nas kenitra.ain sbaa wa lhamk

    30/11/2006 01:53 par amfo-2007

l3afia

30/11/2006 01:49 par amfo-2007

  • l3afia

    l3afia

    30/11/2006 01:49 par amfo-2007

mp3 toute les music+mohamed lmahfoudi o hady f khatr nas dyal kenitra et safi o li mabghana t3ama 3ayno

25/11/2006 00:55 par amfo-2007

  • mp3 toute les music+mohamed lmahfoudi o hady f khatr nas dyal kenitra et safi o li mabghana t3ama 3ayno

    25/11/2006 00:55 par amfo-2007

:: 6LE9.COM ::
  Create an account  Login Home : Downloads : Your Account : Forums November 25, 2006  
 


Who's Online

There are currently, 18 guest(s) and 0 member(s) that are online.

You are Anonymous user. You can register for free by clicking here
 

Languages

Select Interface Language:

 

 

     
     
.:: 6LE9.COM SITE  MAROC 100% ::.


Page Generation: 0.27 Seconds

:: PHP-Nuke theme Paradise style by Staffie & Taut ::

tamta3ahdat jami3 l9anwat

06/11/2006 23:54 par amfo-2007

  • tamta3ahdat jami3 l9anwat

    tamta3ahdat jami3 l9anwat

    06/11/2006 23:54 par amfo-2007

..Le portail de la deuxième chaîne de télévision marocaine: programmes, actualités, sport, art et culture.
More Channels

2M Tv Jazeera TV Algerie Kuwait Tv 1 Al Majd TV Saudi TV 1 Ekhbariya Saudi TV 2 Alriyadiah Future TV Tunis TV Arabiya Kuwait Tv 3 Kuwait Tv 4 Kuwait Tv 5 Nile Tv Al Forat TV Libiya Algerie Premiere

histoire de kenitra

09/09/2006 17:38 par amfo-2007

  • histoire de kenitra

    histoire de kenitra

    09/09/2006 17:38 par amfo-2007

ارسل هذا المقال بالبريد الالكترونى   اطبع هذا المقال   علــق على هذا الموضوع
الجمعـة 24 شـوال 1426 هـ 25 نوفمبر 2005 العدد 9859
مقتطفـات مـن صفحة
يوميات الشرق
 
القنيطرة المغربية.. مر منها الأميركيون والفرنسيون وفرضوا عليها التعايش مع ثقافتين
 

القنيطرة المغربية.. مر منها الأميركيون والفرنسيون وفرضوا عليها التعايش مع ثقافتين

جيل كامل من شبابها يعيشون في الولايات المتحدة

الرباط : أحمد الجلالي
مرت مدينة القنيطرة المغربية بتجربة استعمارية تفردت بها عن باقي المدن الأخرى، لسبب بسيط ومعقد في الوقت نفسه، وهو أن مدينة الولي الصالح «سيدي العربي بوجمعة» مر منها الأميركيون والفرنسيون وكان عليها أن تتفاعل مع ثقافتين وحدتهما أهمية الموقع الاستراتيجي والطبيعي للمغرب خلال سنوات الحرب الباردة.

وفي حين بقيت بعض آثار الوجود الفرنسي ماثلة إلى اليوم بالمدينة، تلاشت بصمات الوجود الاميركي، إلا من بقايا يمكن تعقبها من خلال الروايات الشفاهية وبعض الصور في الحانات والنوادي التي كان يرتادها الاميركيون.

ومن بين ما تركه الأميركيون، ثمة مكان لا يكاد يعرفه حتى أبناء المدينة أنفسهم، يتعلق الأمر بقبر الجندي المجهول في مدخل قصبة المهدية، بجانب تمثال لسمكة وضعت شعارا لوجود المرسى البحري بالشاطئ، وسبب وجود هذا القبر، برأي محمد بلاط، أستاذ التاريخ ومهتم بأحداث القنيطرة، يكمن في المواجهات الضارية التي شهدتها قصبة المهدية بين الفرنسيين والأميركيين بداية الأربعينات من القرن الماضي.

كان الوجود الأميركي محدودا في القاعدة العسكرية المتاخمة للمدينة، لكن ذلك لم يمنعهم من الاحتكاك بالسكان، من خلال الانخراط بالنادي الرياضي القنيطري وارتياد بعض النوادي، ومنها «نادي الكونتيننتال»، المعروف بـ«لولو» الذي ما زالت صورة وحيدة للجنود الأميركيين، وهم يرفعون علم بلادهم، ملتصقة بجدرانه، بالإضافة إلى مطعم «الإلدورادو» حيث صور بالأبيض والأسود لفناني أميركا خلال عقدي الستينات والسبعينيات. حدث الاندماج وحصل أيضا التزاوج بين الأميركيين والمغربيات إلى درجة أن جيلاً من أبناء المدينة يوجدون اليوم بالولايات المتحدة. ومن الذين لم ينسوا المدينة، هناك طبيب أميركي، يشتغل لدى منظمة «اليونيسيف» عاد إليها بمناسبة حملة مغربية للتلقيح، وفاء منه لتاريخ مشترك. عدا ذلك، لم يبق من هذه الحقبة الاميركية شيء ذو بال، في غياب أي توثيق ينفع الدارسين والمهتمين. وخلال الأيام الأخيرة، والمغرب يحتفل بذكرى استقلاله الخمسين، تحولت المدينة إلى كائن ليلي وخرج سكانها، رغم البرد القارس الذي تعرفه منطقة الغرب في مثل هذا الشهر من كل سنة، إلى الشوارع وولوا وجوههم صوب ساحة البلدية لمتابعة سهرة اصوات وأضواء التي نقلت على الأثير مباشرة في مختلف المدن المغربية وتابعها المواطنون في ساحات المدن على شاشات ضخمة. كانت الذكرى الذهبية لاستقلال المغرب عن الاحتلال الفرنسي فرصة للنبش في تاريخ المدينة المرتبط بالوجود الأجنبي في كثير من جوانبه.

مع بداية القرن الماضي لم تكن القنيطرة شيئا يذكر، اللهم عدد من المساكن المتواضعة متناثرة هنا وهناك، وفلاحون يأتون إليها من المناطق المجاورة إما لبيع بعض بضائعهم أو التزود بسلع لا توفرها الأسواق القروية الأسبوعية. الامتياز الوحيد الذي كانت تعرف به القنيطرة هو تلك القنطرة الخشبية التي نصبت على نهر سبو، لتكون جسرا يربط القصيبية (تصغير لكلمة القصبة) بباقي القرى والمداشر. الصور القليلة التي ما زال يحتفظ بها بعض المهتمين بتاريخ المدينة توضح طبيعة الأنشطة الاقتصادية التي كانت تعرفها آنذاك. ومستوى ونوعية العمران السائد، وشكل الشوارع القليلة. وفي عشرينيات القرن الماضي دار الزمن دورته فوجد المكان نفسه مجبرا على التحول القسري، حينما جاء المحتل الفرنسي ليجعل من القنيطرة منطلقا لحلمه بإنشاء «ميغالوبوليس» يصل منطقة الغرب، ذات الأراضي الفلاحية الشاسعة والخصبة، بمدينة الدار البيضاء عبر ميناءي القنيطرة والبيضاء. بدت فكرة المارشال ليوطي، المقيم العام الفرنسي آنذاك، بتأسيس مدينة تنتشر على ضفة المحيط الأطلسي من القنيطرة إلى البيضاء ضربا من الخيال. وبما أن تشييد ميناء كان أبرز عمل بدأ بعد الاستعمار الفرنسي، أصبحت القنيطرة تدعى «بور ليوطي» أي ميناء ليوطي. ولعلها التجربة الوحيدة في القارة الأفريقية بأسرها التي استغل فيها التقاء نهر بالبحر لانشاء ميناء نهري يتميز بقدرته على استقبال بواخر محملة بآلاف الأطنان قادمة من كل القارات، التقاء فسح المجال لنوع من الأسماك التي انقرضت تماما أو رحلت عن واد سبو. إنه سمك الشابل ابيض اللون ذو المذاق اللذيذ.

تجربة القنيطريين مع الاستعمار المزدوج مكنتهم من الاحتكاك أيضا بثقافتين في وقت واحد. ويجد الزائر للقنيطرة إلى اليوم من يحدثه عن تلك الأيام الخوالي حين غزا الاحتلال الفرنسي هذه الجهة من المغرب وسمى سكانها بـ«الأهالي»، ولم يكن مسموحا لهم في المساء بتجاوز مكان يوجد فيه اليوم المعهد الثقافي الفرنسي «بالزاك».

وإذا كان البعض حين يريد التندر بأبناء المدينة ينعتهم بـ«أبناء الأميركان»، في إشارة إلى الحالات القليلة من الزاوج التي حصلت بين النساء المغربيات والأميركيين آنئذ أو العكس، فإن من يعرفون تاريخ المدينة الطبيعي يسمون أنفسهم طواعية «أبناء حلالة»، وفاء منهم لتلك النبتة التي كانت تسود الغطاء النباتي المميز للمجال الطبيعي في الماضي، والتي أفرد لها الزجال القنيطري، عبد الرحمن فهي قصيدة طويلة ضمنها احتجاجاته على الفرص الضائعة التي فوتها عديمو الضمير على المدينة. وحين كانت المدينة تعرف نهضة كروية حقيقية مع فريقي النادي والنهضة القنيطريين منذ عشرين سنة، وكان الجمهور الزائر للقنيطرة يهتف بمناصري الفريقين القنيطريين «حلالة، حلالة» كان هؤلاء يردون «والله رجالة». لكن يبدو من الصعب على المؤرخين حصر شهامة أبناء المدينة في الكرة فحسب، إذ أن خلايا الحركة الوطنية في المدينة كانت من بين أولى الخلايا التي تأسست في المغرب لبدء المقاومة المسلحة ضد المستعمر الفرنسي، وما زالت ساحة الشهداء في حي «ديور صنياك» (اسم أحد المعمرين) شاهدة على الدماء التي سالت من أجل تحرير البلاد، وهي الحوادث التي خصص لها المقاوم عبد الجليل البوصيري كتابا عنونه بـ«أحداث ورجالات حلالة»، حيث يقف الرجل بالتفصيل على عمل النشطاء الوطنيين والتعذيب الذي لاقوه على يد الاستعمار والبطولات التي خلدت ذكراهم في تاريخ المغرب السياسي والوطني، ومن ذلك تفجير السكة الحديدية واحراق مزارع المستوطنين.

لم يكن الاستعمار شرا مطلقا، بل خلف وراءه لأبناء المدينة بعض الامكانيات والتجهيزات المهمة مثل الميناءين النهري والبحري، وطرقات ومدارس ومحطتين للقطارات ومصانع وبناء كولونياليا من طراز رفيع، لكن الإدارة المحلية عبثت بكل ذلك ومسخته مسخا. لم يكد يبقى اليوم، وأنت تتجول مترجلا في شوارع المدينة، أي شيء من ملامح الماضي، سوى بعض الإطارات الحديدية الصدئة الخاصة بتجهيزات صرف المياه منحوت عليها عبارة «مدينة بورليوتي»، أما الباقي فطالته أيادي الاستغلال والنسيان، ومن ذلك الفيللات ذات القرميد الأحمر التي خلفها الاستعمار التهمها التوسع العمراني العمودي ونبتت العمارات الشاهقة كالفطر، إلا أن أكبر جريمة عمرانية لحقت بذاكرة المدينة كانت في شكل قرار إداري قضى بهدم كنيسة كبيرة تركتها فرنسا ويشاد مكانها مقر اقليمي لبنك المغرب (البنك المركزي)، مما محا أكبر ملمح حضاري كان بالإمكان توظيفه لجلب السياح والمساعدات المالية والثقافية من فرنسا الحريصة على الابقاء على وجودها الثقافي في مستعمراتها السابقة مثل المغرب. ورغم الاحتجاجات ولائحة التوقيعات التي جمعتها نخبة من أبناء منطقة الغرب لمنع هدم الكنيسة التي كانت تسمى (ميرابو) تم نسفها وكان الاحتجاج صيحة في واد ليس إلا.

وإذا نظرنا إلى الجارة اسبانيا، سهل أن نرى كيف استغلت مآثر الوجود الحضاري الإسلامي في مدنها في جلب عشرات الملايين من السائحين، وهي النسبة التي ما زال المغرب يحلم ويجند كل طاقاته لتحقيق أقل من عشر أعشارها. ويعلق أحد أبناء المدينة على الموضوع بالقول «لو كانت لديهم ثقافة العمران والذوق الجمالي لاهتموا بقصبة مولاي اسماعيل على الضفة اليسرى لشاطئ المهدية، حيث أذاق المولى اسماعيل، وهو واحد من أقوى ملوك المغرب، الغزاة أمر الهزائم»، وقبل هذا الملك الذي قيل عنه إنه تزوج مئات النساء وأنجب عددا من الأبناء استحال أن يعرفهم جميعا، بل صار حين يأتيه أحدهم متظلما يسأله «ابن من أنت؟»، وحلم بتشييد صور يصل القنيطرة بمكناس (شرق) حتى يتمكن فاقدو البصر من السير بمحاذاته دون مرشد. قبل هذا الملك القوي زج السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين بأحد أبناء الملك الأندلسي المعتمد بن عباد، في سجن قلعة المهدية الموجودة بالقنيطرة، والتي تحول ما تبقى منها اليوم إلى مأوى للسكارى ومرتعا لقطاع الطرق والمنحرفين.

وكان من نصيب القنيطرة أن تدخل قسرا من باب صفحة سوداء من تاريخ المغرب الحديث، حين انطلقت منها الطائرة التي قصفت الطائرة الملكية في سياق الانقلاب العسكري الفاشل عام 1972 الذي دبرته مجموعة من العسكريين كان على رأسهم الجنرال الدموي محمد أوفقير، الذي يحكي أبناء المدينة عنه أنه صال وجال في القنيطرة وعاقر الخمر في حاناتها وسهر الليالي في حي الحاج منصور على ايقاع أنغام «العيطة»، كما يسر بعض المولعين بنبش الماضي أن أوفقير ترك مقبرة كان يدفن بها عددا ممن عارضوا سياسته، في نفس المكان الذي كان يقيم به لياليه الحمراء. «لم تختر المدينة قدرها، بل هو من اختارها» يقول دارس تاريخ من أبناء القنيطرة.

وبعيدا عن هموم المدينة، ذات قرابة النصف مليون نسمة، مع النقل واحتكاره من طرف شركة وحيدة، ومشاكل مجالسها البلدية، فإن موقعها بين غابة المعمورة، أكبر مجال غابوي لشجر الفلين في العالم، ومنتهى نهر سبو الذي قطع 600 كيلومتر واختار أن ينهي رحلته من الأطلس المتوسط لينام في أحضان المهدية (5 كلم غرب المدينة) يمنحها، وهي التي لا تبعد عن العاصمة الرباط بأكثر من نصف ساعة على متن القطار، حظوظا كبيرة في التوسع والنمو، خاصة أنها تعد عاصمة الفلاحة الصناعية بالمغرب والمنطقة الصناعية الخامسة وطنيا وتنتمي إلى قلب «المغرب النافع» بناء على تقسيم المارشال ليوطي نفسه، بالنظر إلى الامكانات الطبيعية والفلاحية وانبساط الأراضي ومرور أطول خط للسكك الحديدية في المغرب بها، ضمن محور وجدة (شرق) مراكش (جنوب). فضلا عن ذلك كله، تحتوي القنيطرة على مزيج من المظاهر الحياتية التي تمكن الانسان من الانتقال، في ساعة من الزمن، بين الأحياء الراقية، ومظاهر الإقطاع وتجليات البورجوازية، والأحياء العتيقة، والأحياء الشعبية، والأحياء الهامشية... وذلك من حي بئر الرامي الراقي إلى حي «الحلوف»، تلك العلب الإسمنتية الضيقة التي أعدت لإيواء أناس اعتبرهم ـ حسب رواية متداولة ـ أحد كبار رجالات السلطة في ثمانينيات القرن العشرين، مجرد «خنازير»، ورغم اطلاق اسم «المنطقة المطهرة» على هذا الحي ظل الاسم الشعبي سائدا.

ويعد حي الخبازات التجاري القلب النابض للمدينة، حيث الرواج التجاري والصفقات وارتفاع الاسعار ونزولها والازدحام.. وبائعات الهوى وبائعات الرغيف الشعبي «رزة القاضي» الذي يعد ماركة مسجلة للمطبخ في غرب المغرب، مما يجعل المكان مجسا اجتماعيا واقتصاديا للمدينة وبؤرة التقاء المتناقضات ونموذجا لتجاور وتساكن عجيبين بين القبح والجمال.

بعد خمسين سنة من استقلال المغرب الحديث إذن، ما زالت القنيطرة تصارع الزمن من أجل اثبات الذات، ذلك أن مكوني البداوة والتحضر يوجدان في كل أمكنتها، ومعطيات الحداثة والتقليد لا يكفان عن التجاذب في علاقات الناس وطرق عيشهم وثقافتهم واستهلاكهم. وكما لو كانت المدينة مغربا مصغرا، تتعدد بها اللغات (دارجة، وأمازيغية، وفرنسية)، ويساور أبناءها طموح تخونه امكانيتهم في أحايين كثيرة، لكن محمد الذي حكى أن جده روى لأبيه أنه رأى امرأة في القنيطرة عام 1942 وهي تدخن فلم يصدق، يتساءل اليوم لو زار أحد أحفاد ليوطي القنيطرة فهل سيعتبرها صفحة جغرافية قدت من تاريخ فرنسا سهوا فأهملت، أم جزءا من مغرب كان يجب أن يكون أجمل بعد نصف قرن من الاستقلال.